الأسواق الأمريكية تتهاوى بعد تصريحات جيروم باول: تحليل شامل للوضع الاقتصادي

الأسواق الأمريكية تتهاوى بعد تصريحات جيروم باول: تحليل شامل للوضع الاقتصادي

بقلم: أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية
**نشر في: الجمعة، 4 أبريل 2025 | 10:00 صباحًا

شهدت الأسواق الأمريكية يوم الجمعة، 4 أبريل 2025، موجة بيع حادة أدت إلى تعميق خسائر المؤشرات الرئيسية، وذلك بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، التي حذّر فيها من ارتفاع التضخم نتيجة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. هذه التصريحات، التي أُدلت خلال المؤتمر السنوي لجمعية تطوير تحرير وكتابة الأعمال (SABEW) في أرلينغتون، فرجينيا، أثارت مخاوف المستثمرين من تداعيات الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، خاصة بعد رد الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 34% على السلع الأمريكية.

تفاصيل أداء الأسواق الأمريكية
وفقًا لتحديثات السوق، سجلت المؤشرات الأمريكية الرئيسية انخفاضات حادة خلال تعاملات الجمعة:
– **مؤشر داو جونز الصناعي:** هبط بنسبة 3.5%، أي ما يعادل أكثر من 1400 نقطة، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ سبتمبر 2024. هذا الانخفاض يأتي بعد خسارة 1679 نقطة يوم الخميس، مما يجعل الخسائر المتراكمة خلال يومين تتجاوز 3000 نقطة.
– **مؤشر S&P 500:** تراجع بنسبة 4%، ليصل إلى مستوى منخفض بنسبة 15% عن أعلى مستوى له في فبراير 2025، مما يضعه في منطقة التصحيح (انخفاض أكثر من 10% عن الذروة).
– **مؤشر ناسداك المركب:** انخفض بنسبة 3.8%، ليصل إلى مستوى منخفض بنسبة 21% عن ذروته في ديسمبر 2024، مما يضعه رسميًا في سوق هابطة (انخفاض أكثر من 20% عن الذروة). هذا الانخفاض يعكس الضغط الكبير على أسهم التكنولوجيا، التي تتأثر بشدة بالتوترات التجارية بسبب اعتمادها على السوق الصينية.

تصريحات جيروم باول وتأثيرها
خلال خطابه، أكد باول أن الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب يوم الأربعاء ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع التضخم في الأشهر المقبلة، مشيرًا إلى أن التوقعات الاقتصادية “غير واضحة إلى درجة كبيرة”. كما حذّر من مخاطر متزايدة لارتفاع البطالة والتضخم، مما يضع الفيدرالي في موقف صعب. وأوضح أن البنك المركزي سيتبنى نهج الانتظار والمراقبة، ولن يُجري أي تعديلات على أسعار الفائدة حتى تتضح الصورة الكاملة.

باول أشار إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا نسبيًا، لكنه شدد على التهديدات التي تفرضها الرسوم الجمركية، خاصة مع استمرار الردود الانتقامية من الشركاء التجاريين. هذه التصريحات أثارت موجة بيع واسعة في الأسواق، حيث يخشى المستثمرون من أن تؤدي الحرب التجارية إلى دفع الاقتصاد العالمي نحو الركود.

ردود الفعل التجارية والتأثير على الشركات
ردت الصين على الرسوم الأمريكية بفرض تعريفة بنسبة 34% على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في 10 أبريل 2025. هذا الرد الانتقامي أثر بشكل مباشر على الشركات الأمريكية التي تعتمد على السوق الصينية، خاصة في قطاع التكنولوجيا:
– **أبل:** تراجعت أسهم شركة أبل بنسبة 5% إضافية في تداولات ما قبل الافتتاح يوم الجمعة، بعد انخفاض بنسبة 9% يوم الخميس. تشكل الصين حوالي 80% من القدرة الإنتاجية لأبل، حيث يتم تجميع 90% من هواتف آيفون في الصين، مما يجعل الشركة عرضة لتأثيرات الرسوم الجمركية.
– **شركات البتروكيماويات:** خفض بنك جيه بي مورغان تصنيف أسهم شركتي Dow وLyondellBasell Industries من “زيادة الوزن” إلى “محايد”، متوقعًا انخفاضًا في الأرباح بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض أسعار النفط. تراجعت أسهم الشركتين بنسبة 3% و2% على التوالي في تداولات ما قبل الافتتاح.

موقف ترامب وسط الانخفاضات
على الررغم من الخسائر الكبيرة في الأسواق، تمسك الرئيس دونالد ترامب بموقفه، مؤكدًا في منشور على منصة “تروث سوشيال” أن “سياساته لن تتغير أبدًا”. ودعا المستثمرين إلى زيادة استثماراتهم في الولايات المتحدة، مدعيًا أن هذه الفترة هي “الوقت الأمثل للثراء”. كما شارك ترامب فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم فيه أنه يتسبب عمدًا في انهيار سوق الأسهم بنسبة 20% هذا الشهر كجزء من استراتيجية لدفع الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة وأسعار الرهن العقاري. هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض أنها تُزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

بيانات التوظيف ومعدل البطالة: صورة متضاربة
في اليوم نفسه، أظهر تقرير التوظيف غير الزراعي (NFP) لشهر مارس 2025 إضافة 228,000 وظيفة جديدة، وهو رقم قوي جدًا مقارنة بالتوقعات (137,000 وظيفة). هذه البيانات قدمت بعض الطمأنينة بشأن استقرار سوق العمل. ومع ذلك، أظهر تقرير معدل البطالة ارتفاعًا طفيفًا إلى 4.2%، مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى استقرار المعدل عند 4.1%. هذا التضارب بين قوة أرقام التوظيف وارتفاع معدل البطالة يُشير إلى ديناميكيات معقدة في سوق العمل، ربما بسبب زيادة نسبة المشاركة في القوى العاملة.

تحليل أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية
من وجهة نظر أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية، فإن الوضع الحالي يعكس حالة من عدم اليقين الشديد في الأسواق. الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي شملت رسومًا بنسبة 54% على الواردات الصينية، أدت إلى أسوأ يوم للأسواق منذ عام 2020 يوم الخميس، حيث خسرت شركات S&P 500 ما مجموعه 2.4 تريليون دولار من قيمتها السوقية. الخسائر استمرت يوم الجمعة، مع توقعات بأن تتجاوز الخسائر اليومية تريليون دولار إضافية.

**تأثير الرسوم الجمركية:**
الرسوم الجمركية تُشكل تهديدًا كبيرًا للنمو الاقتصادي، حيث تُساهم في ارتفاع التضخم من خلال زيادة تكاليف السلع المستوردة. هذا الارتفاع قد يُؤدي إلى تقليص القوة الشرائية للمستهلكين الأمريكيين، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الشركات، خاصة في قطاعات مثل التكنولوجيا والبتروكيماويات التي تعتمد على التصدير إلى الصين.

**موقف الفيدرالي:**
تصريحات باول تُظهر حذرًا كبيرًا من جانب الفيدرالي، حيث يبدو أن البنك المركزي يُفضل الانتظار حتى تتضح الآثار الكاملة للرسوم الجمركية. هذا الموقف قد يُقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة في المدى القريب، مما يُزيد من الضغط على الأسهم، خاصة في القطاعات الحساسة لأسعار الفائدة مثل التكنولوجيا.

**تحليل بيانات سوق العمل:**
على الرغم من قوة أرقام التوظيف (228,000 وظيفة)، فإن ارتفاع معدل البطالة إلى 4.2% يُشير إلى أن هناك تحديات كامنة في سوق العمل. هذا الارتفاع قد يكون نتيجة زيادة نسبة المشاركة في القوى العاملة، لكنه يُثير مخاوف بشأن استدامة النمو في ظل الضغوط التضخمية والتجارية.

نصائح للمستثمرين
في ظل هذه الظروف، تُوصي أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية المستثمرين باتباع الاستراتيجيات التالية:
1. **الانتظار والمراقبة:** كما نصحنا سابقًا، فإن التقلبات العالية تجعل الانتظار الخيار الأمثل. الأسهم التي وصلت إلى مستويات التعديل (مثل مستوى فيبوناتشي 38.2%) يجب مراقبتها بعناية، مع البحث عن فرص شراء عند مستويات أقل بنسبة 10% من التعديل إذا استمر الهبوط.
2. **تنويع المحفظة:** مع ارتفاع المخاطر، يُوصى بالتركيز على القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية، وتقليل التعرض للقطاعات المتضررة مثل التكنولوجيا والبتروكيماويات.
3. **تعزيز المهارات التحليلية:** للتعامل مع هذه الظروف المعقدة، يمكن للمستثمرين الاستفادة من [دورات أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية](https://academyofstockhunters.com/courses) لتعلم كيفية تحليل الأسواق وإدارة المخاطر.
4. **متابعة التوصيات:** للحصول على إشارات دقيقة حول أفضل الأسهم للاستثمار، يمكنك الاطلاع على [توصيات أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية](https://academyofstockhunters.com/recommendations).

الخلاصة
الأسواق الأمريكية تواجه واحدة من أصعب الفترات في السنوات الأخيرة، مع خسائر حادة في المؤشرات الرئيسية بسبب التوترات التجارية وتصريحات جيروم باول. الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وردود الفعل الانتقامية من الصين، تُشكل تهديدًا كبيرًا للنمو الاقتصادي وتُزيد من مخاطر التضخم والبطالة. أكاديمية صائد الأسهم الأمريكية تُوصي المستثمرين بالحذر، مع الاستفادة من الأدوات التحليلية والتوصيات المتاحة لدينا لتقليل المخاطر واستغلال الفرص في هذه الفترة العصيبة.